يحكى _ والعهدة على الراوي _ أن حماما للسباحة ،كان يقع في دولة مصر ،
يستقطب زوارا كثر ،على مدار ساعات طلوع الشمس وحتى انجلاء نورها
وخروج القمر، متوشحا تاج الجمال في زرقة السماء!
حيث أن ذلك العصر ،، لم يشهد التطور المذهل الذي نتعايش معه ، ولم تصل له بعد
التقنيات الاعجازية ، من كهرباء وتوصيلات المياه!
وفي احد أيام الشتاء القارص ، شهد الحمام ازدحاما مهولا ، بحثا عما يدفئ
الأجساد ،،ونتيجة لذلك التجمهر الكثيف في الحمام ، هوى المخزن الخشبي ،
الممتلئ بملابس الزبائن على إحدى منافذ النار ، ليحول الحمام إلى جحيم لا قرار له .
في تلك اللحظات ، توالت النداءات للخروج من الحمام ، والهرب من الموت القادم .
ولان مخزن الثياب قد احترق ..فكيف يخرج المستحمين لاستعارة ملابسهم !
هنا ..حدث شيء!
من كانت لديه الشجاعة أو من تولدت فيه الشجاعة وخرج دون غطاء يستر عورته
للشارع ، فقد نفذ دون أن يصاب بمكروه!
ومن استحى وخجل ،، وتمسك بالحياء ، أكلته النيران واصبحته رمادا!!
فدرج ذلك المثل الشائع " اللي اختشوا ماتوا" أمام الناس وأضحى
متداولا بين صغيرهم قبل كبيرهم عند حدوث أمر مخزٍ لا صلة له بالحياء قيد أنملة ، من احد
أفراد المجتمع ..إلى يومنا وزماننا هذا.